MAKALAH LINGUISTIK NADHORIYAH SIYAQI

 


المجموعة الأولى : نظرية السياق

أ. تعريف نظرية السياق

تعود لفظة (Context )= Kontextإلى اللفظة اللاتينية Contexere وتعنى ربط ربطا وثيقا، وهى فى الإصطلاح اللغوى تعنى علاقة لغوية أو خارج نطاق اللغة فيها الحدث الكلامى، وفى هذا التعريف إشارة إلى نوعين من السياق هما: السياق اللغوى وسياق الموقف (الحال).

وتهتم هذه النظرية بدراسة المعنى طبقا للمنهج السياقى Approach Contextual ويعد الأستاذ فيرث Firth   مؤسس المدرسة الإنجليزية فى علم اللغة الحديث زعيم هذا الاتجاه، حيث أعطى اهمية كبرى للوظيفة الاجتماعية للغة ويؤمن بأن معنى الكليمة لا ينكشف، إلا من خلال وضعها في سياقات مختلفة، كما أن اصحاب هذا المنهج يؤمنون بأن معنى الكلمة هو استعمالها فى اللغة أو فى اللغة أو دورها الذى تؤديه فى اللغة.

وعلى هذا فأصحاب هذا الاتجاه يدرسون الكلمات ن خلال تحليل السياقات والموقف التى ترد فيها، ومعنى ذلك أن الكلمة تعطى دلالات متعددة بتعدد السياقات التى تدخل فيها، أو تبعا لتوزعها اللغوى Linguistic Distributuon.

ب. تقسيم السياق

تقسيم السياق : يقترح ك. أمير K. Ammer تقسيما للسياق على النحوى التالى:

۱. السياق اللغوى Linguistic context

وهو " البيئة اللغوية التى تحيط بصوت أوفونيم أومورفيم أوكلمة أو عبارة أوجملة". لاحظ اختلاف دلالات كلمة "عصب" فى السياقات اللغوية الاتية:

● عين الطفل تؤلمه : العين هنا هي الباصرة.

● في الجبل عين جارية: العين هي عين الماء.

● هذا عين للعدوّ : العين هنا الجاسوس.

           

۲. السياق العاطفى Emotive Meaning

وهو السياق الذى يتولى الكشف عن المعنى الوجدانى، والذى قد يختلف من شخص إلى اخر. ودوره أنه يحدد درجة القوة والضعف فى انفعال المتكلم مما يقتضى تأكيدا أو مبالغة أو اعتدالا ومثال ذلك كلمة "Love" فهى غير كلمة "Like" مع أنهما يشتركان فى أصل المعنى، وكذلك كلمة "يكره" فهى غير كلمة "يبغض" رغم اشتراكهما فى أصل المعنى، وكلمة "يود" غير كلمة "يحب".

            ۳. السياق الموقف Context Of Setuation

يدل هذا السياق على العلاقات الزمانية والمكانية التي يجري فيها الكلام. وقد أشار اللغويون العرب القدامى إلى هذا السياق، كما عبَّر عنه البلاغيون بمصطلح ((المقام)) وقد غدت كلمتهم ((لكلِّ مقام مقال)) مثلاً مشهوراً. إن مراعاة المقام تجعل المتكلم يعدل عن استعمال الكلمات التي تنطبق على الحالة التي يصادفها خوفاً أو تأدباً. من ذلك استعمال كلمة "يرحم" فى مقام تشميت العاطس حيث تقع أولا قى جملة "يرجمك الله" لتدل على طلب الرحمة له فى الدنيا، وتقع الكلمة نفسها فى مقام الترحم بعد الموت فى جملة "الله يرحمه" متأخرة حيث يتقدم عليها لفظ الجلالة، لتدل على طلب الرحمة فى الاخرة، فاختلفت دلالة العبارة نتيجة الختلاف الموقف إلى جانب اختلاف السياق اللغوى أيضا.

            ۴. السياق الثقافى (الاجتماعى) Social Meaning / Cultural Meaning

وهو السياق الذى يكشف عن المعنى الاجتماعى Social Meaning، وذال المعنىالذى توخى به الكلمة أو الجملة، والمرتبط بحضارة معينة أو مجتمع معين زيدعى أيضا المعنى الثقافى Cultural Meaning. فاختلاف البيئات الثقافية فى المجتمع يؤدى إلى اختلاف دلالة الكلمة من بيئة إلى أخرى، فمثال كلمة الجذر تستخدم عند اللغويين بمعنى، وعند الزراع بمعنى غيره وعند علماء الرياضيات بمعنى اخر، (وكلمة "عقيلته" تعد فى العربية المعاصرة، علامة على الطبقة الاجتماعية المتميزة بالنسبة لكلمة زوجته "وكلمة Looking Glass تدل على الطبقة الاجتماعية العليا فى بريطانيا – إذا قيست بكلمة Mirror ).

المثال : يحدّد السياق الثقافي الدلالة المقصودة من الكلمة التي تستخدم استخداماً عاماً. فاستعمال كلمة (( الصَّرف )) لدى دارسي العربية يعني مباشرة أنّ المقصود هو علم الصرف الذي تعرف به أحوال الكلمة العربية من اشتقاق وتغيير وزيادة ونحو ذلك. على حين أنَّ دارسي الهندسة وطلابها يحدِّدون دلالة (( الصَّرف )) عندهم بأنها مصطلح آخر هو (( الرِّي )). وهكذا يتحدّث هؤلاء عن (( الرِّي والصَّرف )) دون أن يشعروا بأيّ التباس أمام استخدام دارسي العربية الذين يتحدّثون عن (( النَّحو والصَّرف )). أمَّا إذا استعملت كلمة الصَّرف )) في قطاع المال والتجارة، فإنّ لها دلالة أخرى تشير إلى تحويل العملة النقدية من الجمود والكمون - في الحساب المصرفي مثلاً - إلى التداول الفعلي، أو تحويل العملة من فئة إلى فئة، أو من نقد إلى آخر.

0 Response to "MAKALAH LINGUISTIK NADHORIYAH SIYAQI"

Post a Comment